"يجب على المواطنين دفع الضرائب والأداءات كي لا تضطر الدولة للاقتراض من الدول الأجنبية وكي لا تختل موازين (خزينة) الدولة" هذا ما دونه بكل عفوية أحد التلاميذ المستفيدين من تظاهرة "الجباية 10/10" في بطاقة تقييمية في ربيع 2024. "الجباية 10/10" التظاهرة الحدث التي انطلقت سنة 2015 في شكل تجربة على مدارس بعض الولايات قبل أن يتم تعميمها على كامل ولايات الجمهورية منذ سنة 2016 هي عبارة عن درس مبسط في الجباية يقدمه إطارات من الإدارة العامة للأداءات التابعة لوزارة المالية لفائدة تلاميذ الأقسام النهائية في المدارس الابتدائية ويتم التطرق فيه إلى مفاهيم تتعلق بالمالية العمومية وبالجباية وطرق احتسابها وجمعها ودورها في الاقتصاد الوطني لتخلص إلى أهمية القيام بالواجب الجبائي.
وقد انطلقت تظاهرة "الجباية 10/10"، التي وجدت تجاوبا كبيرا لدى التلاميذ، في نسختها السابعة أوائل شهر فيفري 2025 ساعية الى نشر الوعي الجبائي لدى الأجيال القادمة.
تظاهرة متكاملة
اختيار فئة التلاميذ لتحسيسهم بأهمية القيام بالواجب الجبائي من خلال تظاهرة "الجباية 10/10" لم يكن اختيارا اعتباطيا فمن جهة هم يلعبون دورا هاما في العائلة وبإمكانهم التأثير إيجابيا في مدى احترام أوليائهم لواجباتهم الجبائية ومن جهة أخرى هم مواطنو الغد ويوم ما سيكونون مطالبين بالقيام بواجبهم الجبائي ومن هذا المنطلق تم التركيز عليهم في هذه التظاهرة.
وبهدف ترسيخ مختلف المفاهيم المقدمة أثناء الدرس، قامت الإدارة العامة للأداءات بإعداد محامل بيداغوجية مختلفة فعلاوة على الدرس المقدم في شكل عرض تفاعلي مبسط، يتم توزيع مطوية "الجباية 10/10" التي تلخص محتوى الدرس في 10 نقاط كما يتم توزيع كتيب عنوانه "تونمان الخارق وأمل" وهو قصة مجسمة في صور للقاء جمع بين الطفلة الفضولية أمل والشخصية الخيالية "تونمان" الذي يأخذها في رحلة شيقة يفسر خلالها مفاهيم تتعلق بالمالية العمومية وبأهمية الضرائب في دفع العجلة الاقتصادية.
أرقام في ارتفاع
لتقييم التظاهرة وتطويرها، قامت إدارة الاعلام والإرشاد الجبائي بالإدارة العامة للأداءات بإعداد بطاقات تقييمية يتم توزيعها على عينة من التلاميذ المشاركين. وقد تضمنت البطاقات التقييمية أسئلة لتقييم المحامل البيداغوجية المقدمة وأسئلة أخرى تتعلق بالدرس لمعرفة مدى استيعابهم لمحتواه. وقد فاقت نسبة الرضا على محتوى الدرس وعلى المحامل البيداغوجية (مطوية "الجباية 10/10" وكتيب "تونمان الخارق وأمل") الـ90 % من جهة أخرى كانت نسبة التلاميذ الذين اجابوا بصورة صحيحة على 4 أسئلة على الأقل من مجموع 6 أسئلة مطروحة تتعلق بمحتوى الدرس 82 % وهو ما يدل على نجاح أبناء الإدارة العامة للأداءات الذين قدموا الدرس (والذين فاق عددهم 400 مشارك في نسخة سنة 2024) في القيام بمهمتهم التحسيسية.
تجدر الإشارة إلى أن عدد التلاميذ المستفيدين من الدرس التحسيسي مر من 3 آلاف خلال النسخة الأولى سنة 2015 الى أكثر من 11 ألفا في الفترة الممتدة من 2016 الى 2019 ليقفز الرقم الى أكثر من 14 الفا سنة 2024 ومن المنتظر أن يتجاوز 15 ألف مستفيد في النسخة الحالية.